کد مطلب:90531 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:148
فلم یكلّمنی حتی فرغ من نعله، ثم ضمّها إلی صاحبتها، فقال علیه السلام لی: مَا قیمَةُ هذَا النَّعْلِ؟. فقلت: لا قیمة لها. فقال علیه السلام: وَ اللَّهِ لَهِیَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ، إِلاَّ أَنْ أُقیمَ حَقّاً، أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلاً. ثم خرج أمیر المؤمنین علیه السلام فخطب الناس فقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ أَوَّلٍ، وَ الآخِرِ بَعْدَ كُلِّ آخِرٍ، وَ بِأَوَّلِیَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لا أَوَّلَ لَهُ، وَ بِآخِرِیَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لا آخِرَ لَهُ. وَ نَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَریكَ لَهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِكِتَابٍ فَصَّلَهُ، وَ أَحْكَمَهُ وَ أَعَزَّهُ، حَفِظَهُ بِعِلْمِهِ، وَ أَحْكَمَهُ بِنُورِهِ، وَ أَیَّدَهُ بِسُلْطَانِهِ، وَ كَلأَهُ مِنْ أَنْ یَبْتَزَّهُ هَویً، أَوْ تَمیلَ بِهِ شَهْوَةٌ. لا یَأْتیهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزیلٌ مِنْ حَكیمٍ حَمیدٍ[2]. وَ هُوَ الَّذی لا یُخْلِقُهُ طُولُ الرَّدِّ، وَ لا تَزیغُ عَنْهُ الْعُقُولُ، وَ لا تَلْتَبِسُ مِنْهُ الأَلْسُنُ[3]. [صفحه 428] لا تَفْنی عَجَائِبُهُ، وَ لا تَنْقَضی غَرَائِبُهُ، وَ لا تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إِلاَّ بِهِ، وَ لا یُعْلَمُ عِلْمٌ مِثْلُهُ[4]. فیهِ شِفَاءٌ لِمُشْتَفٍ، وَ كَفَاءٌ لِمُكْتَفٍ. هُوَ الَّذی لَمَّا سَمِعَهُ الْجِنُّ وَلَّوْا إِلی قَوِْهِمْ مُنْذِرینَ[5] قَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً یَهْدی إِلَی الرُّشْدِ[6]. مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَ مَنْ زَالَ عَنْهُ عَدَا، وَ مَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَ مَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَ مَنْ خَاصَمَ بِهِ فَلَجَ، وَ مَنْ قَاتَلَ بِهِ نُصِرَ، وَ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ هُدِیَ إِلی صِرَاطٍ مُسْتَقیمٍ[7]. وَ فِی الْقُرْآنِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَ خَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَ حُكْمُ مَا بَیْنَكُمْ. أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ، وَ أَشْهَدَ الْمَلائِكَةَ بِتَصْدیقِهِ. قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَجْهُهُ: لكِنِ اللَّهُ یَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَهُ إِلَیْكَ، أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ، وَ الْمَلائِكَةُ یَشْهَدُونَ وَ كَفی بِاللَّهِ شَهیداً[8]. فَجَعَلَهُ نُورَ الْهُدَی الَّتی هِیَ أَقْوَمُ، فَقَالَ: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ یَهْدی لِلَّتی هِیَ أَقْوَمُ وَ یُبَشِّرُ الْمُؤْمِنینَ الَّذینَ یَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبیراً[9]. وَ قَالَ: فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ[10]. وَ قَالَ: اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَیْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیَاءَ قَلیلاً مَّا تَذَكَّرُونَ[11]. وَ قَالَ: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَ مَنْ تَابَ مَعَكَ وَ لا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصیرٌ[12]. هُوَ الْفَصْلُ لَیْسَ بِالْهَزْلِ. هُوَ النَّاطِقُ بِالْعَدْلِ، وَ الآمِرُ بِالْفَضْلِ. [صفحه 429] مَنْ تَرَكُهُ مِنَ الْجَبَّارینَ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَ مَنِ ابْتَغَی الْهُدی فی غَیْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ. فَفِی اتِّبَاعِ مَا جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ الْفَوْزُ الْعَظیمُ، وَ فی تَرْكِهِ الْخَطَأُ الْمُبینُ. وَ قَالَ: إِمَّا یَأْتِیَنَّكُمْ مِنّی هُدیً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَایَ فَلا یَضِلُّ وَ لا یَشْقی[13]. فَجَعَلَ فِی اتِّبَاعِهِ كُلَّ خَیْرٍ یُرْجی فِی الدُّنْیَا وَ الآخِرَةِ[14]. أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ یَقْرَأُ كِتَاباً، وَ لا یَدَّعی نُبُوَّةً وَ لا وَحْیاً، فَقَاتَلَ بِمَنْ أَطَاعَهُ مَنْ عَصَاهُ. فَسَاقَ النَّاسَ حَتَّی بَوَّأَهُمْ[15] مَحَلَّتَهُمْ، وَ بَلَّغَهُمْ مَنْجَاتَهُمْ[16]، وَ یُبَادِرُ بِهِمُ السَّاعَةَ أَنْ تَنْزِلَ بِهِمْ، یَحْسِرُ الْحَسیرَ، وَ یَقِفُ الْكَسیرَ، فَیُقیمُ عَلَیْهِ حَتَّی یُلْحِقَهُ غَایَتَهُ، إِلاَّ هَالِكاً لا خَیْرَ فیهِ. فَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمْ، وَ اسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ، وَ اطْمَأَنَّتْ صَفَاتُهُمْ. وَ أَیْمُ اللَّهِ[17]، لَقَدْ كُنْتُ مِنْ سَاقَتِهَا[18]، حَتَّی تَوَلَّتْ بِحَذَافِیرِهَا، وَ اسْتَوْسَقَتْ فی قِیَادِهَا، مَا عَجَزْتُ، [ وَ لا ] ضَعُفْتُ، وَ لا جَبُنْتُ، وَ لا وَهَنْتُ، وَ لا خُنْتُ. وَ إِنَّ مَسیری هذَا لِمِثْلِهَا[19] عَنْ عَهْدٍ إِلَیَّ فیهِ[20]. وَ أَیْمُ اللَّهِ لأَبْقُرَنَّ[21] الْبَاطِلَ حَتَّی أُخْرِجَ[22] الْحَقَّ مِنْ خَاصِرَتِهِ[23] إِنْ شَاءَ اللَّهُ. [صفحه 430] فَقُلْ لِقُرَیْشٍ فَلْتَضِجَّ مِنّی ضَجیجاً[24]. مَا لی وَ لِقُرَیْشٍ. أَمَا[25] وَ اللَّهِ لَقَدْ قَاتَلْتُهُمْ كَافِرینَ، وَ لأُقَاتِلَنَّهُمْ مَفْتُونینَ، وَ إِنّی لَصَاحِبُهُمْ بِالأَمْسِ كَمَا أَنَا صَاحِبُهُمُ الْیَوْمَ. وَ اللَّهِ مَا تَنْقِمُ مِنَّا قُرَیْشٌ إِلاَّ أَنَّا أَهْلُ بَیْتٍ شَیَّدَ اللَّهُ فَوْقَ بُنْیَانِهِمْ بُنْیَانَنَا، وَ أَعْلی فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ رُؤُوسَنَا[26]، وَ اخْتَارَنَا عَلَیْهِمْ، فَنَقَمُوا عَلَی اللَّهِ أَنِ اخْتَارَنَا عَلَیْهِمْ، وَ سَخِطُوا مَا رَضِیَ اللَّهُ، وَ أَحَبُّوا مَا كَرِهَ اللَّهُ. فَلَمَّا اخْتَارَنَا اللَّهُ شَرَكْنَاهُمْ فی حَریمِنَا، وَ[27] أَدْخَلْنَاهُمْ فی حَیِّزِنَا[28]، فَعَرَّفْنَاهُمْ الْكِتَابَ وَ السُّنَّةَ، وَ عَلَّمْنَاهُمُ الْفَرَائِضَ وَ السُّنَنَ، وَ دَیَّنَّاهُمُ الدّینَ وَ الإِسْلامَ، فَوَثَبُوا عَلَیْنَا، وَ جَحَدُوا فَضْلَنَا، وَ مَنَعُونَا حَقَّنَا[29]، فَكَانُوا كَمَا قَالَ الأَوَّلُ: أَدَمْتُ لَعَمْری شُرْبَكَ الْمَحْضَ صَابِحاً وَ نَحْنُ وَهَبْنَاكَ الْعَلاءَ وَ لَمْ تَكُنْ أَلَیْسَ بِنَا اهْتَدَوْا مِنْ مَتَاهِ الْكُفْرِ، وَ مِنْ عَمَی الضَّلالَةِ، وَ غَیِّ الْجَهَالَةِ، وَ بی أُنْقِذُوا مِنَ الْفِتْنَةِ الظَّلْمَاءِ، وَ الْمِحْنَةِ الْعَمْیَاءِ؟. وَیْلَهُمْ. أَلَمْ أُخَلِّصْهُمْ مِنْ نیرِ الطُّغَاةِ، وَ سُیُوفِ الْبُغَاةِ، وَ كُرْهِ الْعُتَاةِ، وَ وَطْأَةِ الأَسَدِ؟. أَلَیْسَ بی تَسَنَّمُوا الشَّرَفَ، وَ نَالُوا الْحَقَّ وَ النَّصَفَ؟. أَلَسْتُ آیَةَ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَ دَلیلَ رِسَالَتِهِ، وَ عَلامَةَ رِضَاهُ وَ سَخَطِهِ؟. وَ بی كَانَ یَبْری جَمَاجِمَ الْبُهْمِ، وَ هَامَ الأَبْطَالِ، إِذَا فَزِعَتْ تَیْمٌ إِلَی الْفِرَارِ، وَ عَدِیٌّ إِلَی الاِنْتِكَاصِ؟. وَ لَوْ أَسْلَمْتُ قُرَیْشاً لِلْمَنَایَا وَ الْحُتُوفِ لَحَصَدَتْهُمْ سُیُوفُ الْعَرَازِمِ، وَ وَطِئَتْهُمْ خُیُولُ الأَعَاجِمِ، [صفحه 431] وَ طَحَنَتْهُمْ سَنَابِكُ الصَّافِنَاتِ، وَ حَوَافِرُ الصَّاهِلاتِ، عِنْدَ إِطْلاقِ الأَعِنَّةِ، وَ بَریقِ الأَسِنَّةِ، وَ لَمَا بَقَوْا لِظُلْمی، وَ لاَ عَاشُوا لِهَضْمی، وَ لَمَا قَالُوا: إِنَّكَ لَحَریصٌ مُتَّهَمٌ. یَا مَعَاشِرَ الْمُهَاجِرینَ وَ الأَنْصَارِ، أَیْنَ كَانَتْ سُبْقَةُ تَیْمٍ وَ عَدِیٍّ إِلی سَقیفَةِ بَنی سَاعِدَةَ خَوْفَ الْفِتْنَةِ؟. أَلا كَانَتْ یَوْمَ الأَبْوَاءِ، إِذْ تَكَاثَفَتِ الصُّفُوفُ، وَ تَكَاثَرَتِ الْحُتُوفُ، وَ تَقَارَعَتِ السُّیُوفُ؟. أَمْ هَلاَّ خَشِیَا فِتْنَةَ الإِسْلامِ یَوْمَ ابْنِ عَبْدِ وُدٍّ، وَ قَدْ نَفَخَ بِسَیْفِهِ، وَ شَمَخَ بِأَنْفِهِ، وَ طَمَحَ بِطَرْفِهِ؟. وَ لِمَ لَمْ یُشْفِقَا عَلَی الدّینِ وَ أَهْلِهِ یَوْمَ بُوَاطٍ، إِذِ اسْوَدَّ لَوْنُ الأُفُقِ، وَ اعْوَجَّ عَظْمُ الْعُنُقِ، وَ انْحَلَّ سَیْلُ الْغَرَقِ؟. وَ لِمَ لَمْ یُشْفِقَا یَوْمَ رَضْوی، إِذِ السِّهَامُ تَطیرُ، وَ الْمَنَایَا تَسیرُ، وَ الأُسْدُ تَزیرُ؟. وَ هَلاَّ بَادَرَا یَوْمَ الْعُسَیْرَةِ، إِذِ الأَسْنَانُ تَصْطَكُّ، وَ الآذَانُ تَسْتَكُّ، وَ الدُّرُوعُ تُهْتَكُ؟. وَ هَلاَّ كَانَتْ مُبَادَرَتُهُمَا یَوْمَ بَدْرٍ، إِذِ الأَرْوَاحُ فِی الصُّعَدَاءِ تَرْتَقی، وَ الْجِیَادُ بَالصَّنَادیدِ تَرْتَدی، وَ الأَرْضُ بِدِمَاءِ الأَبْطَالِ تَرْتَوی؟. وَ لِمَ لَمْ یُشْفِقَا عَلَی الدّینِ یَوْمَ بَدْرٍ الثَّانِیَةِ، وَ الدَّعَاسُ تَرْعَبُ، وَ الأَوْدَاجُ تَشْخُبُ، وَ الصُّدُورُ تُخْضَبُ؟. وَ هَلاَّ بَادَرَا یَوْمَ ذَاتِ اللُّیُوثِ، وَ قَدْ أَمَجَّ التَّوْلَبُ، وَ اصْطَلَمَ الشَّوْقَبُ، وَ ادْلَهَمَّ الْكَوْكَبُ؟. وَ لِمَ لاَ كَانَتْ شَفَقَتُهُمَا عَلَی الإِسْلاَمِ یَوْمَ الأَكْدَرِ، وَ الْعُیُونُ تَدْمَعُ، وَ الْمَنِیَّةُ تَلْمَعُ، وَ الصَّفَائِحُ تُنْزَعُ؟. أَنَا صَاحِبُ هذِهِ الْمَشَاهِدِ، وَ أَبُو هذِهِ الْمَوَاقِفِ، وَ ابْنُ هذِهِ الأَفْعَالِ الْحَمیدَةِ[30].
قال عبد اللّه بن عباس رضی الله عنه: دخلت علی أمیر المؤمنین علیه السلام بذی قار[1] و هو خصف نعله، فقلت له: نحن إلی أن تصلح أمرنا أحوج منّا إلی ما تصنع.
وَ أَكْلَكَ بِالزُّبْدِ الْمُقَشَّرَةَ الْبُجْرَا
عَلِیّاً وَ حُطْنَا حَوْلَكَ الْجُرْدَ وَ السُّمْرَا
صفحه 428، 429، 430، 431.
باختلاف بین المصادر.